طبيبتان أستراليتان ترويان جحيم غزة: أطفال بلا أسر ونساء بلا مأوى

في شهادة تهزّ الضمير الإنساني، وصفت الطبيبتان الأستراليتان سايا عزيز وندى أبو الرب ما عاشتا على مدى أربعة أسابيع في قطاع غزة بأنه جحيم مفتوح، حيث تحوّل القصف اليومي إلى ما يشبه "المسلخ البشري".

 قالت عزيز، وهي طبيبة تخدير، إن ما تبثه وسائل الإعلام لا يعكس سوى جزء يسير من الواقع، لأن "ما لا تنقله الكاميرا هو رائحة الدم، وصراخ الأهل وهم يرون أبناءهم يموتون أمام أعينهم" وفق فرانس برس.

أجساد ممزقة وأمل مكسور

الطبيبة الأسترالية تحدثت عن يومياتها المروعة قائلة: "تستقبل المستشفيات أعداداً هائلة من الإصابات جراء الحرب، أجساد مقطعة، دماء في كل مكان، رؤوس مهشمة وأطراف مفتتة"، وأضافت أن حجم المأساة لا يترك للإنسان فرصة للنسيان أو حتى التقاط أنفاسه.

أطفال بلا عائلات

الأكثر إيلاماً بالنسبة لعزيز كان معالجة أطفال غزة المصابين، بعضهم بلا وعي، ينزفون وحدهم بعدما فقدوا كل ذويهم، وتساءلت بأسى: "من سيخبرهم بما جرى؟ ومن سيعتني بهم بعد أن خسروا أسرهم بالكامل؟".

ندى أبو الرب، وهي طبيبة أسترالية من أصل فلسطيني، روت أن إسرائيل فرضت قيوداً مشددة على دخول الإمدادات، حتى حليب الأطفال والمغذيات الوريدية الضرورية لمرضى العمليات الكبرى، وقالت بغضب: "لقد كسروا زجاجات المغذيات أمامنا، ومنعوا إدخال حليب الأطفال، ما الذي قد يكون مخيفاً في حليب الأطفال؟".

غزة بلا حياة

أبو الرب أكدت أن ما رأته يتجاوز حدود التحمل: "عائلات كاملة تُباد، ناجٍ وحيد ينجو بجسد محطم أو جروح عميقة،  كل زميل عملت معه فقد بيته وأقاربه، لم يتبق لهم شيء في غزة".

اندلعت الحرب الحالية على غزة في السابع من أكتوبر 2023، حين شنّت حركة حماس هجوماً على إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من ألف ومئتي شخص، وخطف مئات آخرين، وردّت إسرائيل بحملة عسكرية واسعة لا تزال مستمرة منذ عامين، أسفرت عن استشهاد ما يزيد على 67 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال وفق وزارة الصحة في غزة، في حين تشير الأمم المتحدة إلى أنّ الوضع الإنساني بلغ مستويات "كارثية" مع انهيار البنى التحتية للمستشفيات والمدارس، وحرمان ملايين السكان من أساسيات الحياة، وتشير التقارير الدولية إلى أنّ الغالبية الساحقة من سكان القطاع نزحوا أكثر من مرة، في ظل ندرة الغذاء والدواء، ما دفع الأمم المتحدة إلى إعلان المجاعة في غزة في أغسطس الماضي.